التحكم بالذات: على ما هو تحت سيطرتك وما ليس تحت سيطرتك
تعلم كيف تتجنب تبديد طاقتك
من أهم الأشياء التي يجب أن يدركها الانسان هو معرفته بما هو تحت سيطرته وما ليس تحت سيطرته وما هو بين هذا وذاك. ذلك لأن تبديد الطاقة على أشياء خارجة عن إرادتنا أمر غير مجدٍ، حيث يمكن تحويل تلك الطاقة نحو الأشياء الجيدة والمثمرة. فمثلا لماذا تيأس من فكرة الموت المحتم فهو قانون كوني لابد من حدوثه ان عاجلا أم آجلا؟
من المفيد أن يكون لديك قائمة بالعناصر التي لا تسيطر عليها وأخرى للعناصر التي تسيطر عليها وقائمة بالعناصر التي تقع بين الخيارين فبذلك تستطيع توجيه طاقتك وامكانياتك العقلية والبدنية في الأمور التي تعود عليك بالفائدة
لقد كان الفيلسوف الروماني ابكتيتوس من أوائل الفلاسفة الذين تناولوا موضوع توجيه الطاقة البشرية نحو الأمور المفيدة للبشر حيث قسم واجبات الانسان الى واجبات نحو الذات، وواجبات نحو الآخرين، وواجبات نحو الله، فالواجبات نحو الذات تعني العناية بطهارة الروح. طهارة الروح تكون بتجنّب الآراء السيئة عن الأشياء الخارجية التي تلوّث الروح، وبالاعتصام بالآراء المنسجمة مع الطبيعة أو العقل. أما الواجبات نحو الآخرين فهي ممارسة الإنسان طبيعته الاجتماعية بوصفه عضواً في المجتمع. إذاً فحسب رأي ابكتيتوس أن تكون سعيداً هو مسألة إرادة
إذن عند تعرضك للقلق أو اليأس. اسأل نفسك هل هذا شيء تحت سيطرتي الكاملة أم سيطرتي الجزئية أم خارج عن إرادتي تمامًا؟
هناك أشياء بداخل قوتنا ، وهناك أشياء خارجة عن قوتنا. في داخل قوتنا الرأي والهدف والرغبة والنفور ، وبكلمة واحدة ، أيًا كانت الشؤون الخاصة بنا. بالإضافة إلى قوتنا ، هناك الجسد والممتلكات والسمعة والمكتب ، وبكلمة واحدة ، كل ما ليس من شؤوننا الخاصة.
- ابكتيتوس ، Enchiridion
أمثلة للأشياء التي تخضع لسيطرتنا الكاملة
من الأشياء القليلة جدا التي تخضع لسيطرتنا بشكل كامل نجد القيم والأهداف والفضيلة ولكن معظم الناس لا يبذلون أي جهد لإنماء العناصر التي تخضع لسيطرتهم مع العلم أن تلك الأشياء تساعد الانسان في ضبط بوصلة الحياة ليكون سعيدا حتى ولو كانت عجلة المحن تدور بالعكس
أمثلة للأشياء الخارجة عن إرادتنا تمامًا
هناك عدد لا نهائي من العناصر التي تندرج هنا فعلى سبيل المثال إذا كان هناك خلل في محرك الطائرة فستسقط ويقتل كل من على متنها، وكذلك الزلازل والفيضانات والنيازك. إذا وجدت نفسك قلقًا بشأن هذه النوع من المشكلات، فابذل جهدك للتوقف فورا عن ذلك وإلا فما الفائدة؟ إذا كان من المحتم حدوث مصيبة سيئة، فستحدث وليس هناك ما يمكنك فعله حيال ذلك
مثال على أشياء تحت سيطرتنا جزئيًا
إنها تلك الأشياء التي يمكن أن نتأثر بها، ولكن قد لا تكون النتيجة النهائية تحت سيطرتنا. فمثلا تبدأ عملا تجاريا وتسعى الى انجاحه أو تشارك في انتخابات للحصول على منصب عام وغير ذلك كثير. الشيء الأساسي الذي يجب إدراكه هو أن النتيجة النهائية ليست تحت سيطرتنا ولكننا يجب أن نبذل قصارى جهدنا لننجح فبذلك سنكون سعداء وفي حال لم ننجح سنبقى سعداء لأن هدفنا كان بذل الجهد الضروري للنجاح
من الحكمة أن تكرس طاقتك للأشياء التي تخضع لسيطرتك بالكامل وللأشياء التي تخضع لسيطرتك بشكل جزئي أما الأشياء التي لا تخضع لإرادتك بشكل كامل فابتعد عنها
إذا كنت تستمتع بالقراءة وترغب في زيادة فرصة قراءة المزيد من المقالات مثل هذه ، فاتبعني على Medium
الكسندر عبد القادر خيرالله
