توقف عن الموعظة

لماذا لا يجب أن تفرض إرادتك على أحد

Photo by Zul Ahadi on Unsplash

لقد كان الامبراطور الروماني ماركوس اوريليوس من أقوى حكام العالم في تلك الحقبة ولكنه كان أيضا فيلسوفا، ومما لا شك فيه أنه كان يستطيع فرض ارادته وفلسفته على الآخرين دون أن يعترضه أحد، لكنه لم يفعل ذلك. أما الخليفة العباسي المأمون فقد فعل العكس تماما، فبالرغم من أنه شجع الناس على العلوم ودعا إلى الإعلاء من قيمة العقل وجعله المصدر الرئيس في فهم النص دون قيود أو حدود الا أنه حاول فرض التفسير العقلاني للإسلام على رعاياه ورفض الرأي الآخر مما جعل رعاياه يرفضون فلسفته ليصبحوا أكثر معارضة للعقلانية التي أرادها

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا لم يفرض ماركوس فلسفته؟ هل بسبب تسامحه مع الرأي الآخر أم كان متفهما ومتيقظا للنفس البشرية التي ترفض أن يفرض عليها شيء

يولد الانسان حرا ويستحيل اجباره على فعل أي شيء الا إذا اقتنع به سواء أكان ذلك الشيء في صالحه أم لم يكن. قد يحكم الانسان على الحقائق من خلال عواطفه أو ضعفه أمام الأمور التي لا يستطيع التحكم بها وفي جميع الأحوال يحتاج الانسان الى شخص آخر يتفاعل معه ويرشده. إذا كيف نتصرف في هذه الحالة؟

هل نحذو حذو الامبراطور ماركوس أي نتجنب الموعظة الحسنة ومحاولة تغيير سلوك الانسان السيء لأن ذلك قد يكون محفوفا بالمخاطر ويعطي تأثيرا سلبيا أم على النقيض من ذلك يجب علينا أن ندع الناس يفعلون ما يريدون وفقا لوجهة نظرهم وبدون اكراه. ببساطة الموقف السليم هو توجيه النصح عندما يكون مطلوبا

إذا كنت تستمتع بالقراءة وترغب في زيادة فرصة قراءة المزيد من المقالات مثل هذه ، فاتبعني على Medium

الكسندر عبد القادر خيرالله

--

--